عيسى القصير: العيد في الطائف ينعم بالتقاليد الباهية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عيسى القصير: العيد في الطائف ينعم بالتقاليد الباهية, اليوم الاثنين 8 أبريل 2024 07:53 مساءً

عيسى القصير: العيد في الطائف ينعم بالتقاليد الباهية

نشر بوساطة في الرياض يوم 08 - 04 - 2024

alriyadh
العيد ذكريات، من الطفولة حتى المشيخ، مشاعر في كل زمن ومكان، تختلف العادات والتقاليد ما بين رقعة وأخرى في استقبال العيد والمعايشة معه.
هكذا كما يقول المؤرخ عيسى القصير،: «إن للعيد الماضي في محافظة الطائف نشوة وتفاعل مختلف رغم بساطته، واختلاف الأجيال المتعاقبة»
يقول عن العيد واستقباله في الماضي: «تأتي ليالي العيد.. تشاهد الأسواق.. قد ازدانت بالأتاريك والفوانيس وبعد فترة من الزمن بالكهرباء والثريات في المحلات والبسطات.. لبيع المواد الغذائية من سمن وعسل وحب ودقيق، وحلويات العيد المتنوعة مع الأهازيج الشعبية (يا حلاوة العيد يا حلاوه/ الكل سعيد يا حلاوه)، وكذلك من الملابس بأنواعها من غتر وعمائم ومشالح وعقال مقصب، وعطور وماء ورد وماء كادي وبخور وعود بأنواعه.
ويتابع عن التجهيز أن مع حلول شهر رمضان المبارك، يبدأ صاحب البيت بعمل التحسينات الجميلة بلمسة فنية قديمة.. تضفي على البيت روعة وجمالاً بطريقة قديمة هي تحسين البيت وتبليط أرضيته وتلييس الجدار بالخشين وهو مصنوع من روث البقر والطين والتبن حيث تخلط هذه المواد وتبقى لمدة يومين يصبح خشناً تطلى به الأرض والجدران وبعد أن يجف يطلى بمادة الرخام أو النورة البلدي مع مادة زرقاء (نيلة) كما يتم تنظيف المفارش والزل بطريقة الضرب على الزل من الجهتين، حتى يخرج الغبار المتراكم عليها.
كما يزين البيت بالمفروشات المشغولة يدوياً أو المطرزة بالقصب والحرير وتقوم ربة المنزل بتجهيز وجبة الإفطار ليوم العيد وتقدم القهوة العربية مع الطيب والبخور تضع على الطربيزة طبق السمن والتمر.. للمعايدين وللزائرين (هذه حلاوة العيد أيام زمان)، الأطفال ينتظرون الهدية، يطلبون العيدية قرشاً أو قرشين (ثم ريالاً وريالين)، المبلغ زهيد لكن المعنى كبير، سعداء بهذا العيد السعيد وبحلاوته؛ لما يترك عليهم من بهجة وسرور.
ومن عادة أهالي الطائف إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد بوقت كاف، وهي تعطى للأهل والأقارب وذوي الحاجة. فالأخ يعطي أخاه والعم لابن أخيه هكذا كانت تعطى الزكاة فيما بينهم.
وفي صباح يوم عيد الفطر المبارك. ترى هذه الجموع البشرية تتجه إلى مصلى العيد بقلوب خاشعة وألسنة تلهج بالدعاء وتبتهل إلى الله، فالكل أسرة واحدة. والكل متساوون في هذا الجمع الكبير يتعانقون. ويتبادلون التهاني والتبريكات.
وقد اقتضت السنة أن يتناول الناس تمرات قبل الذهاب للصلاة، يؤكل التمر مع السمن البري أو الطحينة، قبل صلاة العيد، امتثالاً لأمر الله في الإفطار، كما امتثلوا له في الصيام، يلبسون أجمل الثياب مع المشلح والغبانة والعمامة والكوفية البلدي المشهورة في المنطقة الغربية، والتطيب بأنواع الطيب والبخور، وكان مصلى العيد خارج سور الطائف ويقع في الجهة الشمالية الغربية من السور، وبالتحديد تحت جبل (عكابة) في الميدان الذي يطل على جبل عكابه موقعه الآن بالقرب من القلعة (القيادة العسكرية بحي العزيزية سابقاً) ومصلى العيد القديم له منبر ومحراب من النورة والحجر وله ثلاث من الدرج.
كما تؤدى صلاة العيدين في مسجد عبد الله بن العباس رضي الله عنهما أثناء نزول الغيث والأمطار، وبعد التوسع العمراني بجوار مصلى العيد القديم. انتقل المصلى إلى موقع آخر من جهة الغرب شمال مبنى القشلة (المجمع الحكومي) الكائن بحي العزيزية حالياً وأمام قصر آل إسماعيل (المبنى المسلح الحديث). أما الآن، فقد أقيم على أرض مصلى العيد القديم (الجامع الكبير).
وفي أول يوم العيد.. يجتمع بعض أفراد الأسر عند كبير العائلة أي عميد الأسرة لتناول وجبة الإفطار وما زالت هذه العادة مستمرة عند بعض الأسر.. ووجبة الإفطار، تتكون من الأكلات الشعبية القديمة مثل: المرقوق والقرصان بالسمن والعسل الملة والإدام المختوم (المعرق) والدبيازة والفول والهريسة باللحم والحب، واللقيمات والزلابية والجبن البلدي والعيش المبزر والفتوت بالبزارات الشمر وحبة السودة والمحلب، والخميرة أو الزرمبة، أما عيش الفتوت فيضاف إليه قليل من الهيل والسمن البري.
وتعطى العيدية بعد تناول الإفطار لجميع أفراد الأسرة من بنين وبنات وشباب وفتيات وهي تعبير عن معاني المحبة والسعادة، وفي اليوم الأول تبدأ الزيارات والمعايدة بين أهل الأحياء منذ الصباح الباكر أي من الساعة الثانية صباحاً بالتوقيت الغروبي وذلك بشكل جماعي بمعايدة الأهل والجيران، تكون أبواب المنازل مفتوحة للكبير والصغير بغير تمييز، يبلغ متوسط المعايدة للمنازل حوالي سبعين بيتاً، وتغلق الأبواب بعد الظهر وتكون المعايدة لليوم الأول لأهالي حي أسفل من قبل أهالي حي فوق والسليمانية، وفي اليوم الثاني للعيد يقوم أهل حي أسفل برد المعايدة لأهالي حي فوق والوسط، وفي اليوم الثالث لأهل حي السليمانية. وكانت المعايدة في السابق في شكلها ومعناها، وبعد صلاة العصر تكون المعايدة لأهالي قروى والسلامة والمثناة، ومعايدتهم في الزمن السابق بالسمن البري والتمر والجبن، كان للأعياد في السابق نكهتها الخاصة وميزتها الفريدة، أما الأطفال فقد كانوا يستقبلون العيد بفرحة كبيرة، السعادة تغمرهم والبراءة تعلو وجوههم، النشوة والسرور على محياهم، الملابس الجديدة تفرحهم وخاصة عند ارتداء المشلح والعقال القصب، وكذلك في القرى المحيطة بالطائف لها ميزة فريدة يسودها الجو الأسري والأفراح والألعاب الشعبية بالسيوف واللعب بالبنادق المتنوعة الكل سعيد بهذا العيد السعيد.
أقول: العيد أيام زمان، أيام البقشة والمشلح والسديرية له فرحة خاصة في الضيافة والاستقبال.
أما الألعاب الشعبية في العيد فيتابع القصير قائلاً: «الألعاب الشعبية التي تقام في الأعياد كانت تقام من بعد صلاة العصر حتى منتصف الليل مثل لعبة الصهباء واليماني والمزمار والرفيحة والمجالسي والمجرور وحيوما والقصيمي ويللي.. وكل حارة على حدة. ففي حارة أسفل تقام الألعاب الشعبية في برحة مسجد الهادي وحارة فوق في برحة الركن وحارة السليمانية في برحة العباس».
والألعاب الشعبية في الأعياد ترافقها الاحتفالات بالزواج، هي نوع من توفير المصاريف وزيادة الفرح فرحين عيد وزواج، أو طهارة الأطفال أي الختان وغالباً ما تصاحبها بعض الألعاب، مثل: المجرور والمزمار والمجالسيات والحدري.
وأناشيد الأطفال في العيد:
جابوا العيد.. جابوا العيد
يا الله يا اولاد.. يا الله يا بنات
ناخذ حلاوة لوزية
ويعطونا العيدية
عمي وخالي اعطونا الهدية
كانت الحلوة. ليمونية. ولوزية.
عيسى القصير

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.


أخبار ذات صلة

0 تعليق