ت + ت - الحجم الطبيعي

ما زالت محادثات الهدنة في غزة تراوح مكانها، رغم تصريحات الوسطاء المتفائلة بشأن اقتراح جديد قدمته الولايات المتحدة الأمريكية ربما يجسر الفجوة القائمة بين الطرفين، حيث أعلنت «حماس» أنها تدرس اقتراحاً لهدنة تستمر ستة أسابيع، مع تصريحات للبيت الأبيض أن تحقيق وقف لإطلاق النار «يعود إلى حماس»، بالتزامن مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه تم تحديد موعد لشن هجوم على مدينة رفح، وهو الأمر الذي أعادت الولايات المتحدة تأكيدها أمس أنها لا تزال ترفضه.

وقال نتانياهو أمس إنه تم تحديد موعد لشن هجوم على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، ولكنه لم يعلن عن هذا الموعد، مكرراً أن الانتصار على مقاتلي «حماس»، «يتطلب دخول رفح». وأكد في بيان عبر الفيديو أن «الأمر سيحصل، تم تحديد موعد».

في الموازاة، أكدت الولايات المتحدة أنها لا تزال ترفض عملية إسرائيلية واسعة النطاق في مدينة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر لصحافيين «أبلغنا إسرائيل بوضوح اعتقادنا أن اجتياحاً واسع النطاق لرفح سيكون له تأثير ضار هائل على المدنيين، وأنه سيضر في نهاية المطاف بأمن إسرائيل». وأضاف: «لا يتعلق الأمر فقط بتقديم إسرائيل خطة. لقد أوضحنا لهم أننا نعتقد أن هناك طريقة أفضل لتحقيق الهدف المشروع المتمثل في إضعاف وتفكيك وهزيمة كتائب حماس التي ما زالت موجودة في رفح».

تصريحات نتانياهو تأتي عقب محادثات في القاهرة بشأن وقف لإطلاق النار وصفقة للإفراج عن محتجزين.

وقال نتانياهو: «تلقّيت تقريراً مفصّلاً بشأن المحادثات الجارية في القاهرة». وأضاف: «نعمل طوال الوقت لتحقيق أهدافنا، خصوصاً الإفراج عن كل رهائننا وتحقيق انتصار كامل على حماس».

وأمس، قال البيت الأبيض إن المفاوضين في العاصمة المصرية عرضوا على «حماس» مقترحاً يشمل وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة بشأن المحتجزين. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: «الآن يعود إلى حماس أن تتخذ القرار»، واصفاً المحادثات بأنها «جدية». وأشار إلى أن المحادثات التي جرت في القاهرة نهاية الأسبوع وشارك فيها رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز وإسرائيل وحماس وقطر كانت «جادة» لكن من السابق لأوانه القول ما إذا كانت ستؤتي ثمارها.

وقالت مصادر مطلعة، إن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA وليام بيرنز، قدم اقتراحاً للوفود بوقف كل أشكال القتال في غزة أثناء فترة عيد الفطر، على أن يجري خلالها بحث اقتراحات «حل وسط» بشأن عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، وكذلك بشأن أعداد الأسرى الذين سيجري إطلاق سراحهم من الجانبين، ومناطق الانسحابات الإسرائيلية خلال فترة الهدنة التي تستمر 42 يوماً.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد محمد الأنصاري بأن اقتراحاً جديداً في محادثات وقف إطلاق النار ربما يجسر الفجوة القائمة بين الطرفين المتعارضين. وقال الأنصاري، في مقابلة مع شبكة «بي بي سي» البريطانية نشرتها في موقعها الإلكتروني، إن قطر تشعر بالتفاؤل جراء الاقتراح الجديد، مضيفاً «إذا سألتموني ما إذا كنت أكثر تفاؤلاً اليوم مما كنت قبل يومين، أقول نعم». وتابع أن إسرائيل و«حماس» تبحثان عن كثب العرض الأحدث.

وذكر الأنصاري، وهو مستشار أيضاً لرئيس الوزراء القطري، أن هناك العديد من المقترحات على مائدة المفاوضات الآن، بما في ذلك اقتراح أمريكي جديد. وأوضح أن ضغطاً من الولايات المتحدة سوف يكون عاملاً أساسياً في نجاح أي محادثات.

كان مصدر مصري رفيع المستوى قد صرح أن بلاده تؤكد استمرار جهود الوصول لاتفاق هدنة في قطاع غزة، مع تقدم ملحوظ في التوافق حول العديد من النقاط الخلافية. وكشف المصدر، في تصريح لـقناة «القاهرة الإخبارية» نشرته على موقعها الإلكتروني أمس، ولفت المصدر إلى أنّ جولة المفاوضات بالقاهرة تشهد تقدماً كبيراً في تقريب وجهات النظر.

وأفاد مصدر في «حماس» وكالة فرانس برس أن الحركة تدرس اقتراح هدنة على ثلاث مراحل تستمر ستة أسابيع، وتشمل مرحلتها الأولى الإفراج عن النساء والأطفال الإسرائيليين المحتجزين لديها مقابل إطلاق سراح ما يصل إلى 900 معتقل فلسطيني.

وأوضح المصدر القريب من المفاوضات والذي لم يشأ كشف هويته أن المرحلة الأولى من الاقتراح تلحظ أيضاً عودة النازحين المدنيين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة مع السماح بدخول ما بين 400 و500 شاحنة مساعدات يومياً.

تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز