الابتكار في حل المشكلات

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الابتكار في حل المشكلات, اليوم الاثنين 8 أبريل 2024 02:39 مساءً

المصدر:

التاريخ: 07 أبريل 2024

ت + ت - الحجم الطبيعي

الكثير منا يبحث عن الحلول لمشاكله في مكان بعيد دون أن يعلم أن أغلبية مشاكلنا تكمن حلولها في عقولنا، غريب بحثنا عن قبعاتنا وهي تتوج رؤوسنا، والحقيقة أننا لو استخدمنا ذاكرتنا سوف تساعدنا في العثور على أشيائنا التي قد أضعناها من فترة معينة، إننا قد نبحث عنها في المكان الخطأ، في المكان الذي لا تكون فيه ونقول لأنفسنا لقد وضعناها هنا، ومع الوقت نكتشف بأننا قد أضعنا الوقت والجهد دون أن نستفيد منه، ويرجع ذلك لعدم ثقتنا لا بأنفسنا ولا بقدرتنا الداخلية، ولكن ثقتنا تزداد كلما خرجنا من محيط أنفسنا، حيث نراها في مكان بعيد، ونعتقد بأن الأفكار البعيدة هي غايتنا وملاذنا وملجأنا، ولعل أبسط الأمور وربما الحقيقة المؤلمة والمرة بأننا نصدر أغلب الأشياء في حياتنا من الخارج ولا نفكر باختراعها أو حتى تجربتها، فصرنا لا نثق في قدرتنا على الابتكار حتى في أبسط الأشياء مع أننا بقليل من التفكير والهمة والثقة والنظرة الإبداعية نستطيع أن ننافس بقوة، أسوق لكم قصة قرأتها في أحد المواقع الإلكترونية تقول إن أحد السجناء في عصر لويس الرابع عشر كان محكوماً عليه بالإعدام وهذا السجين لم يبقَ أمامه سوى ليلة واحدة وكان لويس الرابع عشر مشهوراً بابتكاره حيلاً وتصرفات غريبة، وفي تلك الليلة فوجئ السجين بباب الزنزانة يفتح ولويس يدخل عليه مع حرسه ليقول له سوف أعطيك فرصة إن نجحت في استغلالها فبإمكانك أن تنجو، هناك مخرج موجود في جناحك دون حراسة إن تمكنت من العثور عليه يمكنك الخروج وإن لم تتمكن فإن الحراس سيأتون غداً لأخذك وتنفيذ حكم الإعدام، غادر الحراس الزنزانة مع الإمبراطور بعد أن فكوا سلاسل الأسير الذي بدأ يفتش في المكان الذي سجن فيه ولاح له الأمل عندما اكتشف فتحة مغطاة بسجادة بالية على الأرض وما أن فتحها حتى وجدها تؤدي إلى سلم يؤدي لسرداب ويليه درج آخر يصعد مرة أخرى، فظل يصعد إلى أن أحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي مما بث في نفسه الأمل، إلى أن وجد نفسه في النهاية في برج القلعة الشاهق لا يكاد يرى الأرض، فعاد إدراجه حزيناً واستمر يبحث ومحاولاته ضاعت سدى والليل يمضي واستمر يحاول ويبحث، وفي كل مرة يكشف أملاً جديداً، فمرة ينتهي إلى نافذة حديدية ومرة إلى سرداب طويل ذي تعرجات لا نهاية لها ليجد السرداب قد أعاده لنفس الزنزانة، وهكذا انقضت ليلة السجين كلها ولاحت له الشمس من النافذة، ووجد وجه الإمبراطور يطل عليه من الباب وقال له: أراك ما زلت هنا، قال السجين كنت أتوقع أنك صادق معي أيها الإمبراطور، قال له الإمبراطور: لقد كنت صادقاً. فسأله السجين: لم أترك بقعة في السجن لم أحاول من خلالها فأين المخرج الذي قلت عنه؟، قال له الإمبراطور: لقد كان باب الزنزانة مفتوحاً. هذه القصة فيها الكثير من العبر، فهناك فرص كثيرة للنجاة والخروج من المأزق، والحل قد يبدو بعيداً أو قريباً لكن الواضح أننا نحبذ البحث في البعيد عن الخبرات، والخلاصة أننا نحتاج لأن نركز على محيطنا ونفكر فيه ونطور من أنفسنا وذاكرتنا، وأن نبث الثقة بداخلنا. إننا نحتاج أن نتحدى أنفسنا، إذ إن تطورنا ورقينا المنشودين يكمنان في ابتكار الحل وليس البحث عن الحل في البعيد، الفيلسوف اليوناني هيراقليطس يقول: «هناك أفكار جيدة داخل أنفسنا، إذاً نحن على استعداد للحفر عميقاً بما فيه الكفاية»، فأنت لا ينقصك سوى قليل من الهمة وكثير من الثقة بقدراتك وإمكاناتك ومحيطك، وعندما يتحقق ذلك لن تحتاج سوى لإبداعك.

Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

أخبار ذات صلة

0 تعليق