كيف نحمي أطفالنا من مخاطر السوشيال ميديا؟!

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف نحمي أطفالنا من مخاطر السوشيال ميديا؟!, اليوم الاثنين 8 أبريل 2024 02:22 مساءً

بدأت ظاهرة المواقع الاجتماعية عام 1997، وكان موقع "Six Degrees.com" أول هذه المواقع من خلال إتاحته الفرصة بوضع ملفات شخصية للمستخدمين على الموقع، وكذلك إمكانية التعليق على الأخبار الموجودة على الموقع، وتبادل الرسائل مع باقي المشتركين، وإذا كان موقع "Six Degrees.com" هو رائد مواقع التواصل الاجتماعي، لكن العلامة الفارقة كانت في ظهور FaceBook الذي يمكـن مستخدميه من تبادل المعلومات فيما بينهم، وإتاحة الفرصة أمام الأصدقاء للوصول إلى ملفاتهم الشخصية.

 

وتُعد شبكاتُ التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تـويتر" ، أو تطبيقـات مثـل "سكايبي" أو "واتساب" و"تيك توك" من أكثر الوسائل التي أسهمت في إحداث طَفْرة حقيقية في التواصل المباشر بين جميع الأعمار والأطياف، وتغلغلت هذه التقنيات إلى كافة الأنشطة وأصبحت واقعا لا مفر منه، ولها دور كبير فى التأثير على مستخدميها سواء كان هذا التأثير سلبيا أم إيجابيا، وكان استخدام هذه التطبيقات أكثر انتشارا واستخداما بين رواد الإنترنت، خاصة من فئة المراهقين والشباب الذين تحرروا من قيود واقعهم الإجتماعي، وأصبحوا أكثر حرية فى التعبير عن أنفسهم من خلال التفاعل عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت تصنع لهم ثقافتهم الخاصة، وآرائهم واتجاهاتهم، وتؤثر في سلوكهم بجميع نواحيه.

 

لكن تكمن خلف الظاهر الإيجابي لاتساع الاتصال والتعارف المتاح على هذه الشبكات، مضار لا نهائية منها ما هو نفسي واجتماعي وصحي، حيث يمكن أن يؤدي استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفرط إلى الإدمان عليها، مما يؤثر على الوقت والإنتاجية والصحة النفسية، وفي بعض الحالات يساعد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز الشعور بالانعزال، حيث يتم قضاء الوقت في التفاعل مع الأشخاص عبر الإنترنت بدلاً من التواصل الحقيقي والمباشر، ومن أسوأ المشاعر التي يصاب بها مستخدم وسائل التواصل الاجتماعي دون أن يعرف الاكتئاب والقلق والشعور بالإحباط، نتيجة  المقارنة الزائفة بين حياته وحياة من يتابعهم عليها حيث يتم تصوير الحياة الاجتماعية بشكل مثالي ومغلوط مما يؤدي إلى الشعور بالضغط لتحقيق هذه الصورة الافتراضية والتأثير على الثقة بالنفس والصحة النفسية.

 

وقد يصل الطفل أو المراهق إلى الانتحار نتيجة المحتوى السلبي والتعليقات السلبية والتعرض للتنمر والتحرش الإلكتروني، وهنا تبرز أهمية وضرورة وجود رقابة واهتمام دائم من الوالدين على حسابات أبنائهم، ففي الحياة توجد آلالاف القصص الحزينة نتيجة الاستهانة باستخدام الابناء للسوشيال ميديا، وبعض تلك القصص قد ينتهي بتحول الطفل إلى مجرم دون أن يشعر فيكون هو الضحية لكن يعاقبه القانون على غفلته.

 

وللحد من هذه المشاكل توجد تطبيقات إلكترونية تمنع دخول الطفل إلى مواقع معينة، أو ربط هاتف الطفل بهاتف الأب مباشرة حتى لا يستطيع فتح مواقع معينة أو تحميل مشاهد ومواقع معينة إلا تحت مراقبة الأبوين، وحتى لا يحدث تأثيرات سلبية لا بد من تخصيص وقت محدد من اليوم لاستخدام السوشيال ميديا، حيث أن الطفل في هذا السن الذي يتراوح ما بين سنتين و15 سنة، يحتاج إلى تنمية مهاراته الاجتماعية في التواصل معه الغير عن طريق التواصل بالكلام المباشر وحركات الجسد ونظرات العين، والتي تساعده فيما بعد في التواصل بشكل ناجح مع الآخرين، ولكن وسائل التواصل الاجتماعي تحرم الأطفال من تجربة الحصول على تواصل حقيقي مادي، فيقلل من قدرة الطفل على التعبير بالكلام أو فهم مشاعر الآخرين والتأمل فيها، فيخلق ذلك مشكلة يصعب تجاوزها عند الكبر..حيث يمثل انتشار الكثير من المواد السمعية والبصرية الغير مراقبة، مثل الصور التي تمثل أعمال العنف في الحروب أو فيديوهات الضرب والألفاظ الخارجة، التي تنتشر بكثرة في جميع أنواع المواقع، مما يعرض الطفل لصدمات عنيفة غير مناسبة لسنه الصغيرة، وقد أشار الكثير من الأطباء النفسيين أن الصدمات النفسية للطفل قد تطارده مدى حياته، حتى لو تناساها كأحداث فعلية، ولكنها تظل مؤثرة في عقله بشكل لا واعي طوال حياته، وقد تؤذي الطفل بشدة، حتى إذا كان عمره لم يتجاوز السنتين، فالطفل يتأثر بكل المدخلات التي تصل إليه حتى وإن كان غير قادر على فهمها.

 

تبقى العلاقة بين الطفل وأبويه والثقة المتبادلة بينهما أساس قدرة الطفل أو المراهق على تجاوز كافة التهديدات التي يواجهها سواء في الحياة الافتراضية أو الواقعية فبناء هذه الثقة تساعد على وجود صداقة بين الطرفين وأن يذهب الطفل لأبويه ويتحدث معهما عن أي مشاعر غريبة عليه أو مواقف محرجة يتعرض لها..بالإضافة إلى هذا فإن بناء ثقة الطفل في نفسه وإشعاره أنه محل احترام وتقدير من والديه يجعله قوي ولا يسهل التأثير عليه وقادر على اتخاذ القرار الصحيح ولا يهتم بالأراء المحبطة أو التي تقلل من شأنه فتكوينه النفسي السليم يمكنه من مواجهة الاختلاف في الرأي والمعتقدات والأفكار والتعامل معها بمرونة دون أن يتضرر نفسيا.

أخبار ذات صلة

0 تعليق