ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف سعود أبو الشوارب، النائب التنفيذي لرئيس مجموعة «تيكوم»- القطاع الصناعي، أنَّ مدينة دبي الصناعية وجهة مثالية لمصنّعي أفريقيا في مجال السلع الاستهلاكية سريعة التداول للتوسع بالشرق الأوسط، حيث تطرق للمزايا العديدة التي توفرها مدينة دبي الصناعية للشركات المصنعة للأغذية والمشروبات والسلع الاستهلاكية سريعة التداول.

وقال أبو الشوارب، في حوار مطوّل مع موقع «أفريقا.كوم»، عن البنية التحتية والبنية الأساسية في مدينة دبي الصناعية التي تدعم توسع الشركات الأفريقية: «تأسست عام 2004 وفقاً لخطة رئيسية مدروسة على يد مجموعة تيكوم، وهي اليوم تحتضن أكثر من 1000 شركة رائدة في مجال التصنيع على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، بما في ذلك شركات ومصانع عملاقة في قطاع الأغذية والمشروبات».

وأشار إلى أنَّ موقع المدينة الاستراتيجي عند ملتقى قارات اسيا وافريقيا وأوروبا يجعلها مركزاً مثالياً للشركات التي تتطلع إلى الوصول إلى أسواق متعددة انطلاقاً من قاعدة مركزية متصلة، ومن خلال المدينة، يمكن للمصنعين الوصول إلى البنية التحتية اللوجستية المتطورة بالإمارة، بما في ذلك ميناء جبل علي ومطار آل مكتوم الدولي وشبكة «الاتحاد للقطارات» والشبكات الوطنية والإقليمية الرئيسية للطرق، مما يسهل استيراد المواد الخام وتصدير السلع النهائية.

بنية جاهزة

وأكّد أبو الشوارب أنَّ منطقة الأغذية والمشروبات تعتبر واحدة من المناطق الستة المخصصة لقطاعات محددة ضمن مدينة دبي الصناعية، وهي عبارة عن منطقة مخصصة توفر بنية تحتية جاهزة للاستخدام، بما في ذلك الأراضي الصناعية ومخازن أماكن التخزين والخدمات اللوجستية ومرافق التبريد، مما يساعد الشركات على توفير الوقت والمال عند إعداد وتجهيز عملياتها.

وأضاف: «تمتد منطقة الأغذية والمشروبات على مساحة 23.5 مليون قدم مربع، وهي تحتضن شركات عالمية وإقليمية عملاقة، والتي تدعم القضايا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الوطنية من خلال مساندة الممارسات الزراعية المتقدمة والإنتاج المستدام، بالإضافة إلى تشجيع تبادل الأفكار والحد من الهدر من خلال تعزيز التعاون».

واستطرد: «وفي عام 2023، انضمت 12 شركة جديدة للأغذية والمشروبات إلى مدينة دبي الصناعية، وهو ما يمثل نمواً بنسبة 15 % مقارنة بعام 2022، ويعزز هذا النمو دور المدينة كداعم للتصنيع المتقدم والاقتصاد الدائري الإقليمي؛ إذ تمثل شركات الأغذية والمشروعات الجديدة استثمارات إجمالية بقيمة 800 مليون درهم، وستحظى بفرصة الوصول إلى سوق كبيرة ومتنامية للمنتجات الغذائية في المنطقة».

نماذج ناجحة

واستعرض أبو الشوارب استقطاب مدينة دبي الصناعية شركات من جميع أنحاء العالم، وأتوقع أن يستمر اهتمام الشركات الأفريقية بالنمو أيضاً مع استكشاف دولة الإمارات اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة مع دول مثل كينيا بهدف خلق فرص جديدة في الأسواق الرئيسية، كما تتيح مشاركة الإمارات في مجموعة بريكس فرصة لعملائنا لتعزيز العلاقات مع العالم بشكل أكبر.

مزايا تنافسية

وشدد على أنَّ «دبي تقدم العديد من المزايا التنافسية لشركات السلع الاستهلاكية سريعة التداول العالمية، بما في ذلك بيئة داعمة للأعمال تتميز بقيادة ذات رؤية وبنية تحتية عالمية المستوى ودعم استراتيجي لبدء وتوسيع نطاق جميع أنواع وأحجام الأعمال».

واسترسل في الحديث قائلاً: «دبي تُعد مركزاً عالمياً يمكن أن يساعد على رعاية الابتكار وتحفيز الرؤية العالمية للاقتصاد الدائري والتصنيع المتقدم من خلال الجمع بين المواهب من جميع أنحاء العالم لتحقيق رؤية الثورة الصناعية الرابعة».

محركات رئيسية وكشف أبو الشوارب عن أنَّ مدينة دبي الصناعية حققت مؤخراً نمواً بنسبة 15 % في عدد عملائها من قطاع الأغذية والمشروبات خلال عام 2023، موضّحاً أنَّ زيادة الطلب تُعد على منتجات الأغذية والمشروبات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أحد المحركات الرئيسية لهذا النمو.

وأضاف: «توفر البنية التحتية الجاهزة وخدمات الدعم في مدينة دبي الصناعية يلعب دوراً مهماً في دعم توسعة منطقة الأغذية والمشروبات الخاصة بنا، والتي تستقطب عملاء محليين وإقليميين ودوليين يسعون إلى الوصول إلى سوق أوسع انطلاقاً من دبي».

واستطرد: «بالإضافة إلى ذلك، يُساهم توافقنا مع الاستراتيجيات الحكومية التي تعود بالفائدة على عملائنا في تعزيز موقعنا السوقي؛ فقد عقدت مدينة دبي الصناعية شراكات استراتيجية مع وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ووزارة التغير المناخي والبيئة، وصندوق الإمارات للتنمية (صندوق التنمية)، ودائرة الاقتصاد والسياحة في دبي».

مركز عالمي

وأكّد على أنَّ مدينة دبي الصناعية تعزز مكانة دبي والإمارات، كمركز عالمي لشركات تصنيع الأغذية من خلال مواءمتها المستمرة مع أولويات الحكومة، وكجزء من شراكة المدينة الاستراتيجية الموقعة مع دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، ستعمل المدينة على زيادة الوعي بكيفية خلق أجندة دبي الاقتصادية، لفرص جديدة لقطاع التصنيع، حيث تهدف الشراكة بين مدينة دبي الصناعية ووزارة التغير المناخي والبيئة لتعزيز الأمن الغذائي لدعم «استراتيجية الأمن الغذائي الوطني 2051» وتعزيز «صافي الانبعاثات الصفري للإمارات 2050» بالإضافة إلى التكنولوجيا المتقدمة لتعزيز قطاع الإنتاج الغذائي المحلي.

وختم حديثه قائلاً: «في الوقت نفسه، جدد صندوق الإمارات للتنمية التزامه بتزويد عملائنا بمبلغ مليار درهم خلال فترة 3 -5 سنوات المقبلة، كجزء من اتفاقية ثلاثية مع مدينة دبي الصناعية ووزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ونحن نعمل على تعميق تعاوننا لتعزيز مبادرة «اصنع في الإمارات» ضمن استراتيجية «عملية 300 مليار» لتصنيع المنتجات محلياً.

تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز